الرد على الدواعش في مسألة تحريق الأعداء :
قال العلماء : لا يجوز تحريق الأعداء بعد القدرة عليهم. وقد نقل ابن قدامة الاجماع على ذلك. فقال في المغني (13/138 ، 139) ما نصه : "أما العدو إذا قدر عليه فلا يجوز تحريقه بالنار بغير خلاف نعلمه" انتهى
و التحريق لا يجوز أصلا لورود النص بذلك (لا يعذب بالنار إلا رب النار) و لأنه لا اجتهاد مع ورود النص. وأما فعل سيدنا علي رضي الله عنه فليس فيه حجة لهؤلاء الارهابين. فعن عكرمة قال : أُتي أمير المؤمنين علي –رضي الله عنه- بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تعذبوا بعذاب الله ، ولقتلتهم لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من بّدل دينه فاقتلوه ، رواه البخاري .
وأما رواية احراق سيدنا أبي بكر للفجاءة فهي رواية باطلة مدار سندها على علوان بن داود البجلي وهو رجل مطعون في عدالته.
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان. قال البخاري: علوان بن داود و يقال بن صالح منكر الحديث. كما علق الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد على هذه الرواية بقوله: رواه الطبراني و فيه علوان بن داود البجلي وهو ضعيف وهذا الأثر مما أنكر عليه.
وروى العقيلي في الضعفاء الكبير عن يحي بن عثمان أنه سمع سعيد بن عفير يقول: كان علوان بن داود زاقولي من الزواقيل" و الزواقيل هم اللصوص.